التكوين التجسيمي أو الهولوغرام، تقنية تقوم بعرض عدة صور ثنائية الأبعاد لتشكيل صورة واحدة ثلاثية الأبعاد تحاكي الواقع. على أن التقنية ليست بالحديثة، لكن التطورات الجديدة تكمن في نوعية التقنيات المستخدمة لبث الصور، فحتى وقت قريب ، تطلب أي مثال هولوغرامي عنصراً مساعد يمكن عرض الصور من خلاله بارتداد الضوء مثل الزجاج أو الدخان أو الماء. فتقنيات الليزر الحديثة والتطورات في المعالجات الحاسوبية أدت إلى عرض صور عالية الجودة شبيهة بالحقيقة بنسبة كبيرة دون الحاجة إلى عوامل مساعدة.
وتعددت استخدامات هذه التقنية في مجالات عدة، فرأينا استخداماتها في المجال الطبي، والترفيهي، والتعليمي وغيره. ولعل أبرز الاستخدامات الحالية شيوعاً، هي استخدامها في المجال الترفيهي، وبالأخص عروض المسرح وغيره. شاع هذا النوع من الهولوغرام لسببين: الأول، تقسيم المسرح المكاني يصب في مصلحة مستخدم تقنية الهولوغرام، فالرؤية بالنسبة للجمهور ثابتة غير متحركة فيسهل التحكم بالمخرجات. السبب الآخر هو رغبة الجمهور في حضور حفلات أو عروض لفنانين قدماء.
فرأينا في السنوات القليلة الماضية عدداً من العروض والحفلات لفنانين قدماء، مثل أم كلثوم، مايكل جاكسون، توباك وغيرهم. ورغبة الجمهور في مشاهدة مثل هذه الأسماء الكبيرة وخوض التجربة الفريدة التي قد سمعوا عنها الكثير، أمر متوقع. ولكن غير المتوقع هو قيام بعض الفنانين العالميين اليوم بترتيبات لاستنساخ أنفسهم بتقنية الهولوغرام، وترك "النسخة" لتقوم بمهام الجولات الغنائية والمسرحية نيابة عنهم.
تتراود أسئلة كثيرة في هذا الشأن. فما هي التبعات المستقبلية المتوقعة عندما يتاح للفرد استنساخ نفسه مرئياً؟ هل ستتغير مفاهيم كنا نعتقد أنها أساس في الإعلام؟ كما فعل الإنترنت بربط العالم أجمع اتصالياً بالصوت والصورة, هل الهولوغرام المرحلة المقبلة التي تربط الإنسان مكانياً أيضاً؟
Comments