انتشرت الملبوسات التقنية في السنوات القليلة الماضية بأشكالها المختلفة، كما اختلفت اَليات عملها بحسب التقنية المستخدمة فيها. فابتدأت تلك الملبوسات بالربط مع جهاز خارجي، عادةً يكون هاتفاً ذكياً، تتم فيه العمليات التقنية المعقدة. ولعل من أوائل التطبيقات المشهوره لهذه الملبوسات (سماعة البلوتوث) حيث تعد هذه الملبوسة امتداداً لحاسة السمع استخدمها ولا يزال يستخدمها الناس لأغراض متعددة تمكنهم مما يمكن تسميته تقنياً بـ (الاستماع عن بعد).
واختلف الأمر اليوم، فالملبوسات التقنية لا تعتمد على جهاز خارجي للربط والقيام بالعمليات البرمجية، بل أصبحت كل تقنية ملبوسه تأتي مستقلة بتقنياتها وأجهزة استشعارها الخاصة. ومن أبرز أشكال التقنيات الملبوسة المتعارف عليها حالياً، الساعات الذكية أو الـ Smart Watch. وتعد الأكثر انتشاراً لسببين: الأول، هو أن موضع الساعة على اليد أمر طبيعي اعتاد عليه الإنسان، الثاني، موقع الساعة على اليد مكان مناسب جداً لعمل أجهزة الاستشعار الموجودة بكفاءة عالية. فأجهزة الاستشعار الحديثة التي لا تتطلب إلا وضع الجهاز على خارج الجسم، أصبحت تقيس مختلف الأمور بتفاصيل دقيقة، منها: سرعة المشي، نبضات القلب،أنماط النوم، الموجات الدماغية، نسبة التعرض إلى الشمس، وغيرها الكثير.
وتغيرت أمور كثيرة مع انتشار هذه الملبوسات، فقد يرتدي الشخص جهاز استشعار بشكل دائم، يقوم بقياس مختلف التغيرات الجسمانية له، فيعطي تنبيهات في حال حصل خلل ما لا قدر الله. ففي أمريكا مثلاً، تم إنقاذ امرأة أغمي عليها في منزلها، حيث قامت الساعة الذكية بالإتصال بالإسعاف تلقائياً عندما لوحظ سكونها لفترة طويلة دون تغير في مستوى نبضات القلب.
وتتنوع استخدامات الملبوسات التقنية باختلاف أشكالها، فالنظارات الملبوسة مثلاً، تتيح التصوير المستمر الذي بالإمكان أن يكون دليلاً قاطعاً على جريمة حصلت، أو حادث سير وقع. أو تكون فهرساً يمكن أن يعود فيه المستخدم متى ما أراد لتذكر محادثة حصلت أو محاضرة أقيمت. أو تقنية التعرف على الوجوه التي قد تستخدم من قبل أجهزة أمنية للتعرف على الأفراد بشكل سريع.
ومما لا شك فيه أننا في أولى الخطوات للملبوسات التقنية، فالمستقبل يبدو واعداً. لكن ما زال هناك حاجز القبول من قبل الجمهور. فأسئلة كثيرة تتردد، لماذا لم تنتشر تقنية ملبوسه بشكل كبير كما انتشرت الساعات؟ هل يجب أن تكون التقنية الملبوسة محاكية للباس معتاد عليه؟ هل هناك ثقة كافية من قبل المستخدم تجاه الشركات المصنعة وخصوصيته؟
Comments